mardi 10 avril 2012

القياس النفسي


مقدمة 
إنّ مصدر راحة الإنسان و مصدر متاعبه هما من تعامل الناس بعضهم مع بعضهم الأخر بل شعور الإنسان بالقلق أو الطمأنينة يصدر أصلا من موقف الفرد في إطار علاقات إنسانية متفاوتة الأهمية.
و لكننا نلاحظ أن الناس في تعاملهم يقدر بعضهم بعض فنقول أن هذا ذكي وذاك غبي أو هذا ريع الغضب وذاك حليم أو أن هذا واسع الأفق وذاك ضيقه وهذه تقديرات عامة قد نخطأ و فد نصيب  ولكن يتوقف على هذه التقديرات كثير من تصرفاتنا فإذا عرفت أن فلان ذكي العقل قوي الحجة أكون أكثر حرصا معه في مجادلته أو في التعامل معه.
وقد نصح الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يقوم المرء بتقدير عقلية من يتعامل معه و أن تكون معاملة الناس و مخاطبتهم على قدر عقولهم في قوله: " خاطبوا الناس على قدر عقولهم".

و من المناسب أيضا أن نعرف الصلة بين التقدير الشخصي الكيفي و بين التقدير الكمي الموضوعي، فالتقدير الشخصي الكيفي في حقيقته كمي غير أني لا اعبر عنه بالأرقام.

فإذا قلت أن فلان ذكي جدا وفلان ذكي وفلان متوسط الذكاء فهذه تقديرات وصفية و لكنها في طبيعتها الحقيقية كمية لأنها يمكن أن تفرق بين الناس فروق قائمة على مقاييس دقيقة.

و مما يميز بين القياس الكمي الدقيق و المقياس الوصفي هو دقة وحدة القياس وصغرها ، و القفزة العلمية التي قفزها علم النفس الحديث هي أنه انتقل من مرحلة التقديرات الشخصية العامة المعرضة للخطأ الناتج من عدم الموضوعية و الخطأ الناتج من عدم الدقة إلى مرحلة القياس الموضوعي الدقيق.

و إن صحّ ما قلناه من أن التعامل الصحيح السليم يتوقف على المعرفة الدقيقة أصبح القياس النفسي في مختلف نواحيه أمرا ضروريا للتعامل و التخاطب و التوجيه التعليمي و التوجيه المهني و التوجيه العلاجي.
كما أنه و نتيجة أيضا للتطورات الجديدة في ميدان الاختبارات أردنا أن نزيل به، ولو بقدر بسيط بعض الغموض الذي يحيط ببعض الاختبارات و لهذا فإننا قسمنا بحثنا إلى فصلين، الفصل الأول تناولنا فيه القياس من تعريفه وتطوره و مستوياته.....

أما الفصل الثاني فتناولنا فيه تعريف الاختبارات و الحاجة إليها و تصنيفها وشروطها و مجالات استعمالها وفي الأخير تطرقنا إلى عيوب معتمدين في ذلك على أربع مراجع باللغة العربية.



 






1-  تعريف القياس.
2-  معنى القياس.
3-  تطور القياس النفسي.
4-  طبيعة ووظيفة القياس في علم النفس.
5-  مستويات القياس.
6-  بناء المقاييس النفسية.










1-  تعريف القياس(1):

يقصد بالقياس تعيين أرقام على بعض الخصائص أو الأشياء بناء على قانون أو معيار محدد و قانون تعين الأرقام خاصة يتضمن مقياس، فالمقياس الطول مثلا هو المتر و مقياس الوزن هو الكيلوغرام و هكذا .... فإذا أردنا أن نقيس طول السبورة فإننا نحتاج إلى مقارنة طول السبورة بمقياس الطول "متر" ثم نقرأ الرقم الذي يمثل ذلك الطول و تعتبر هذه الطريقة بسيطة لأننا نستعمل معيار معروفا و محددا، وتوجد موافقة عامة على المقياس المستعمل كمقياس طول السبورة سواء كان ذلك المقياس هو المتر أو القدم كوحدة للقياس مع الإشارة إلى أن هناك اختلافات بين من يقيس بالمتر و من يقيس بالقدم فكلاهما يعطي أرقاما مختلفة وعليه فلا بد من الاتفاق على المقياس المستعمل.
-       يتضمن القياس في علم النفس و التربية تعين درجات على سلوكات الفرد بتطبيق المقياس المدرجة التي تسمى عادة الاختبارات.
أن القياس في التربية وعلم النفس ليس دقيق مثلما هو عليه في ا لعلوم الفيزيائية و تتوقف دقة القيا على شرطين:
1-  أن توجد موافقة عامة على المقياس.
2-  أن توجد موافقة عامة على الصفة المقاسة.
وتكمن مشكلة القياس في علم النفس على عدم توفر هذين الشرطين بالدقة المطلوبة مثلا: فمقاييس الذكاء مازالت مع موضع نقد وشك من حيث موضوعيتها وصدقها في قياس صفة الذكاء.

2- معنى القياس(2):

القياس هو عملية وصف المعلومات وصف كميا أو بمعنى أخر استخدام الأرقام في وصف و ترتيب و تنظيم المعلومات أو البيانات في هيئة سهلة موضوعية يمكن فهمها و من ثم تفسيرها في غير صعوبة و يمكن أن نقول أيضا أن القياس كما يقول "كامبل" إنما هو عملية تحويل الأحداث الوصفية إلى أرقام بناء على قواعد وقوانين معينة- ومعنى ذلك هو أن القياس عبارة وصف وظواهر إلى ما هو أسهل من حيث التعامل و أكثر قابلية إلى التحويل من حالة إلى أخرى إلا وهو الرقم.


3- تطور القياس النفسي(1):

في نهاية القرن 19 و بداية القرن 20 بذلت التطورات الحديثة  جهود لقياس وظائف أكثر تعقيدا كاختبارات القراءة، و التداعي اللفظي، الذاكرة، الحساب البسيط، ففي ألمانيا مثلا اهتم كربيلين Kreepline بالفحص الإكلينيكي لمرضى العقول وقد انشأ بطاريات من اختبارات القياس ما كان يعتقد عوامل أساسية في تشخيص الفرد، و استخدمت هذه الاختبارات أو العمليات الحسابية لقياس اثر التدريب و التذكر و القابلية للتعب و التشتت، في ايطاليا اهتم فيرارى 1896 Ferrari باستخدام الاختبارات على المرضى بالأمراض النفسية و أنشأ لهذا الغرض عددا من الاختبارات لقياس ما كان يعتقد عوامل أساسية في تشخيص الفرد، واستخدمت هذه الاختبارات بعضها مقاييس فسيولوجية و البعض الأخر اختبارات في الفهم وتفسير الصور، أما في فرنسا فيعتبر بنيه Binet و زملائه سيمون هنري و من المساهمين الأوائل في قياس الذكاء لهذا الغرض جميع الوسائل و المناهج حتى قياس السمات الجسمية و تحليل العقلية المنحدرة بطريقة مباشرة.

وفي سنة 1904 كلفة وزارة المعارف الفرنسية كلا من بيني و سيمون بدراسة خطوات تعليم الأطفال المتأخرين دراسيا و في سنة 1905 اخرجا مقياسا يعرف بالمقياس بيني-سيمون يتكون من 30 بندا متدرجا  في الصعوبة للأطفال ما بين 3 و11 سنة للتميز بين العادين و الشواذ في الذكاء وكانت البنود تشمل على وظائف متعددة مع التأكيد على الحكم و الفهم و الاستدلال التي اعتبرها بيني مكونات أساسية للذكاء وكان الاختبار في اغلبه لفظيا، عدل هذا الاختبار عدة مرات وترجم إلى عدة لغات و من بين أهم التعديلات على ذلك الذي قام تيرمان و تشايلدز 1914 Terman And Childs في جامعة ستانفورد في و.م.أ حيث أصبح منذ ذلك التاريخ يعرف باسم اختبار ستانفورد بيني وحسب فيه نسبة الذكاء وهي النسبة بين العمر العقلي و العمر الزمني التي سبق أن اقترحها شترن 1914 Stenrn في ألمانيا

عرف القياس النفسي خلال الحرب العالمية الأولى دفعا جديد حيث اتجهت أنضار العلماء إلى إنشاء اختبارات خاصة للانتقاء الجنود و الضباط الصالحين للخدمة العسكرية و استبعاد غير الصالحين منهم و من بين أشهر الاختبارات التي أعدت لهذا الغرض اختبار "ألفا" و اختبار "بيتا" في أمريكا و قد وضع الأول للجنود الذين يعرفون القراءة ووضع الثاني للاميين و الأجانب الذين لا يعرفون اللغة الانجليزية.
ولقد كان من نتيجة نجاح تطبيق الاختبارات النفسية أثناء الحرب العالمية الأولى أن اكتسبت سمعة طيبة مما ساعد على انتشارها بعد الحرب في دوائر الأعمال و الصناعة حيث تستعمل في اختيار و توجيه الأفراد نحو الأعمال التي تناسب قدراتهم وميولهم وهذا في كل من أوروبا و أمريكا.

و عندما جاءت الحرب العالمية الثانية ركز العلماء جهودهم مرة ثانية على الاختبارات و مدت المصالح العسكرية أخصائيين في علم النفس و ذلك لوضع الاختبارات المناسبة لاختيار الأفراد الصالحين و القادرين على أداء الخدمة العسكرية وقد نجم عن هذا التحسين في وسائل الاختبارات التي أصبحت تشمل مقاييس الذكاء و القدرات الخاصة و بعض السمات الشخصية كصفة القيادة و الاتزان العاطفي و الاستعداد للتعب و غير ذلك من السمات النفسية ذات الأثر الظاهر على الروح المعنوية للجنود.

و استمرت الاختيارات تساير التطور الذي يحدث في العلوم التقنية بصورة عامة و علم النفس بصورة خاصة حيث أصبحت تستعمل في ميادين عديدة و لأغراض متعددة و بتقنيات آلية عالية في الدقة كاختبارات المهارات الحركية و القدرات الحس-حركية بالإضافة إلى استعمال *** اختبارات الاستعدادات التي أصبحت تستعمل بشكل واسع في عمليات الاختبار التوجيه المهني و المدرسي و كذا إنشاء المعايير و تطوير طوق التسجيل و التحليل و استعمال الإعلام الآلي في القياس و التحليل.

4- طبيعة ووظيفة القياس في علم النفس(1):

إنّ الإنسان في حاجة لأن يفهم طبيعته فقد أصبح من نافلة القول أن المشكلات الرئيسية التي يواجهها عالمنا اليوم إنما هيا مشكلات بشرية وفضلا عن ذلك فإن المجتمع إذ قد تطور الآن إلى نظام معقد من العلاقات و الأدوار المتخصصة فقد أصبح الناس في حاجة إلى أدوات جديدة لتساعد الأفراد لكي يجدوا أماكن ملائمة لهم في هذا البناء الكلي، وهذه الحاجات الملحة في هذا العصر التي تجعل بالضرورة أن يصبح علم النفس علما فالأوصاف الأدبية و الفلسفية لطبيعة الإنسان التي كانت تكون نواة علم النفس في الحقب الماضية قد حلت محلها في هذا العصر التعديلات و التفسيرات التي تقوم على البحث التجريبي و لكي يقوم علماء النفس لما يريدون من بحوث فإن عليهم أن يعالجوا متغيرات الدراسة بصورة كمية وهكذا أصبح القياس علامة مميزة لعلم النفس الحديث وهذه الحقيقة لا ترضي الكثيرين من طلاب علم النفس.

و لأنهم اقبلوا على دراسة هذا العلم ليزيد و فهمهم للأسباب التي تفسر لماذا هم و الناس الذين يعرفونهم يشعرون و تتصرفون على هذا النحو ولكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة بعض المفاهيم التي تبدوا بعيدة كل البعد عن الاهتمامات الإنسانية مثل الاختلافات المعيارية و التوزيعات التكرارية، و الاحتمالات، وليس من المستغرب أن يفترض الطلاب ويشكون من المتطلبات التي توضع المقررات علم النفس التي يختارونها للدراسة فهم يتساءلون عن علاقة و أهمية المفاهيم الرياضية و القوانين الكمية لشخص يهدف إلى الحصول على المعرفة المفيدة في علم النفس.

مستويات القياس:
ينظم ستيفنز و يرتب مستويات القياس هذه بناء على مدى تطبيق العمليات الحسابية المألوفة.

المستوى الأول: أو الأدنى في هذه السلسلة هو مقياس التصنيف، وفي هذا النوع من المقاييس نستخدم الأرقام للدلالة فقط على الفئات التي ينتمي إليها الأفراد و الأشياء وهذه يمكن أن تكون تصنيفا للأفراد نوع واحد مثل ترقيم ملابس لاعبي كرة القدم لتمييزهم أو قد تكون تصنيف لمجموعة من الأفراد مثل عطاء مجموعة الرجال الرقم "1" و مجموعة النساء رقم "2" و العمليات الحسابية الوحيدة التي يمكن أن تطبق في مقاييس التصنيف هي عملية العد أي مجرد تعداد الأفراد في كل صنف أو مجموعة و هذه الأعداد المميزة لا يمكن أن تجرى عليها أي من العمليات الحسابية الأربع، الجمع، الطرح، الضرب، القسمة.

المستوى الثاني: هو مقياس الترتيب نستخدم هذا النوع عندما نريد أن نرتب الأفراد في سلسلة تبدأ من الأقل و تنتهي بالأعلى بناء على الخاصة المطلوب قياسها و لكن لا يمكننا أن نقول بدقة كم يكون الفرق بين أي اثنين من هؤلاء الأفراد فعندما تقوم لجنة ما بترتب خمسة من المقدمين للمنح الدراسية بناء على تقديرهم الهام فإنها تستخدم في ذلك مقياس الترتيب و كثيرا ما تستخدم الدرجات المبنية في التعبير عن نتائج اختبار الطلاب و أن هذه الدرجات هي نوع من الترتيب فإنها تمثل مقياس ترتيب و العمليات الحسابية المعروفة، الجمع الطرح الضرب القسمة لا يمكن أن نستخدم على وجه صحيح في حالة مقياس الترتيب، و لكن الطرق الإحصائية التي تقوم على فكرة الترتيب تكون صالحة للاستخدام فمن الممكن على سبيل المثال أن تعيين ما إذا كانت هنالك علاقة بين رتب مجموعة من الأطفال مقياس للتبعية دربتهم على مقياس للاعتماد على الغير.

المستوى الثالث: هو مقياس بين الوحدات المتساوية أن ما نميز مقياس الوحدات المتساوية من مقياس الترتيب هو أنه يمكننا من معرفة مقدار المسافة بين شيئين أو شخصين و معظم الاختبارات المدرسية هي من هذا النوع.

المستوى الرابع(1): هو أعلى مقياس هو مقياس النسبة و فيه يمكن استخدام جميع العمليات الحسابية: الجمع، الضرب، القسمة الطرح ومقاييس النسبة لها جميع خصائص مقاييس الوحدات المتساوية بالإضافة خاصة مميزة و هي وجود صفر حقيقي وربما كان هذا النوع من المقاييس مألوف لدينا أكثر من الأنواع الأخرى لأن كل الأبعاد الطبيعية المعروفة الطول، الوزن، الحجم إنما تقاس هذه المقاييس فعلى ميزان القصاب الأمين يعني أنه لا يوجد أي لحم على الإطلاق في كفة الميزان و عندما نشتري منه نكون على ثقة من أن قطعة اللحم زنة ستة أرطال ثقل المقدار أربع أرطال من قطعة أخرى وزنها رطل فقط و يمكن أن نقول أيضا أن القطعة الأولى تعادل فرق القطعة الأولى تعادل وزن القطعة الثانية ثلاث مرات ومقياس النسبة حسبة التسمية يدل على أنه لا يمكننا أن نقسم عددا أخر أو نغير *** في صيغة نسبة.

بناء المقاييس التقنية:
تحتاج عملية بناء المقاييس إلى عدة خطوات و هي:
1.   تحديد الهدف.
2.   تحليل المحتوى.
3.   إعداد الفقرات و تجربتها.
4.   تحليل الفقرات.
5.   اختيار المحك.
6.   التقنيين ووضع المعاير.

1.   تحديد الهدف: قد يكون الهدف هو:
-       قياس مدى تحصيل التلاميذ في مادة دراسية معينة أو مدى تحصيل الفرد في مهنة معينة أو لتشخيص الأفراد أو التنبؤ بمدى قدرة الفرد على النجاح في دراسة أو مهنة معينة.
-       إنشاء اختبار فردي أو جماعي، لفظي أو أدائي.
-       إنشاء اختبار للأطفال أو الراشدين.

إن تحديد الهدف يوضح الخطوط العريضة لبناء المقاييس و يشير تورندايك و هايقن 1977 Thorndike and hajen إلى أن الأهداف الجيدة يجب أن تتوفر على الخصائص التالية:
-       يجب أن توضع الأهداف في عبارات السلوك المراد قياسه، فإذا أردنا أن يبني مقياس لقياس مدى تحصيل الطالب في المحاضرات التي استمع إليها حول بناء المقاييس فإن الهدف المبني على أساس السلوك تكون مثلا كما يلي يستدعي مراحل المقاييس
-       يجب أن تبدأ بجملة فعلية تشير إلى السلوك المراد إبرازه، هذا يساعد التركيز على الفرد وما يفعله فالهدف يستدعي مراحل بناء المقاييس يبدأ بفعل ويركز على ما يفعله الفرد.
-       يجب أن توضع الأهداف بطريقة محددة ودقيقة "فالهدف" يفهم بناء المقاييس هو هدف غامض و يحمل أكثر من معنى و بدلا من هذا يمكن وضع هدف أكثر تحديدا كان نقول مثلا يحدد مراحل بناء المقاييس.
-       يجب أن توضع الأهداف بطريقة وحدوية أي أن كل هدف يرتبط بعملية واحدة فقط فالهدف يحدد مجالات استعمال الاختبارات ويذكر اتجاهه نحوها يتضمن عمليتين:
الأولى معرفية، الثانية عاطفية أو وجدانية تتعلق بمشاعره نحو الاختبارات ففي هذه الحالة يجب تحويل هذه العبارة إلى عبارتين مستقلتين بحيث تعكس كل عبارة هدف واحد فقط.
-       يجب أن تتميز الأهداف بدرجة ملائمة من العمومية أي أنه لا يوجب أن تكون عامة جدا ولا محصورة و محددة جدا.
-       يجب أن تتمثل الأهداف مباشرة النواتج المتوقعة من الخبرات التعليمية.
-       يجب أن تكون الأهداف واقعية و هذا من حيث الوقت المتوفر للتعليم أو من حيث خصائص المفحوص "فالهدف" بفهم الأسباب التي تجعل بعض الأفراد مدمنين هو هدف غير واقعي لأننا نعرف الأسباب الأتي تجعل بعض الأفراد مدمنين و عليه فإن من غير الممكن تحقيق هذا الهدف عن طريق التعليم.

2.   تحليل المحتوى (1)Content Analysis :
بعد تحديد الهدف الذي يرمي إليه الاختبار يقوم مصمم الاختبار بتحليل سلوك الأفراد في المهام التي يقومون بها ويهدف تحليل المحتوى إلى معرفة واجبات و متطلبات المهنة أو الدراسة و تحديد ما يجب توفر في القائم بها فإذا كاد الهدف من الاختبار هو قياس التحصيل في موضوع دراسي معين فإننا نقوم بتحليل المنهج الدراسي و إذا كان الهدف هو قياس كفاءة المهنية أو التنبؤ بقدرة مهنية فإننا نقوم بتحليل العمل، أما إذا كان الهدف هو قياس سماته الشخصية كالانطواء أو القلق مثلا فإنه ينبغي تحديد لغويا و سلوكيا.
·       في تحديد الأوزان المختلفة للفقرات:
يساعد تحليل العمل أو المنهج الدراسي على تحديد الأوزان المختلفة و عدد الفقرات اللازمة لكل مادة دراسية أو لكل مهنة من المهن و من المعروف أن المواد الدراسية تختلف في أهميتها ولذلك يحدد لكل مادة أو موضوع في الامتحان معامل خاص به ففي امتحان البكلوريا الشعبة العلمية تتضمن المواد الأوزان التالية حسب أهميتها في هذه الشعبة:
الرياضيات-5، الفيزياء و الكيمياء-5، العلوم الطبيعية-5، الفلسفة-3، الأدب-2، اللغة-1.
و تجدر الإشارة إلى أن معامل الفلسفة و الأدب في الشعبة الأدبية هو العكس 5 ليعكس أهمية هاتين المادتين في هذه الشعبة.
و ما ينطبق على الموضوعات الدراسية ينطبق على الأعمال المهنية.
إن تحديد أوزان الفقرات يتطلب تصنيف المهام و ترتيبها حسب أهميتها ثم توزع عليها عدد فقرات الاختبار حسب الأهمية فكلما كان الموضوع مهما زاد عدد الفقرات أو زاد وزنها، وكلما كان قليل الأهمية قل عدد الفقرات فيه أو قل وزنها.
4. عدد الفقرات:
بعد تحديد عدد الفقرات ليشرع الباحث في إعداد وكتابة الفقرات و يجب عليه أن يكون ملما بالأشكال المختلفة التي تكتب بها صيغة الفقرة و توجد عدة أشكال من بينها اختيار إجابة من إجابتين: تتطلب من المفحوص إجابة واحدة من إجابتين وذلك بوضع خط الإجابة الصحيحة.

الاختيار المتعدد: تعتبر الأسئلة المتعددة الاختبار من أكثر الأسئلة مرونة وأكثرها استعمال نظر لأنها تتناسب مع معظم الموضوعات يتكون هذا النوع من الفقرات من جزئين الأول يتضمن السؤال الأول أو الشكل و الثاني هو الاختيار التي تتراوح عادة بين 3 و 5 و التي يختار منها القرد الإجابة الصحيحة.

المزاوجة: تتكون كل من عنصرين وتطلب من المجيب أن يصل كل سؤال أو كل عنصر من عناصر العمود الأول بالإجابة التي تناسبه في العمود الثاني.

التكملة: تتطلب من المجيب أن يكمل جملة أو إجابة مختصرة.

الاستدعاء البسيط: وتطلب من المجيب أن يجيب إجابة مختصرة للسؤال.

التناظر الوظيفي: يستعمل هذا النوع في اختبارات الذكاء غالبا، و يتميز بفائدة خاصة لأن درجة صعوبته يمكن تعديلها بالزيادة أو النقصان حسب العمر بالإضافة إلى أنه يستعمل في عدة موضوعات.

إعادة الترتيب: تقدم للمجيب جملة أو إعداد غير مرتبة و يطلب منه ترتيبها.

اختبار المقال: تقيس قدرة الفرد على تنظيم معلومات وربطها و تركيبها.



(1)- القياس النفسي:
النظرية و التطبيق. د. سعد عبد الرحمان. ط2/1991. دار الفكر العربي. ص18. البلد ؟
(2) -  المرجع السابق نفسه   ص ؟
(1)  الإحصاء و القياس النفسي التربوي. د. مقدم عبد الحفيظ ط/2/2003. ديوان المطبوعات الجامعية –الجزائر- ص18.
(2)- المرجع السابق نفسه ص 18-19.
(1) – الاختبارات و المقاييس/ سعد عبد الرحمان/ ديوان المطبوعات الجامعية الساحة المركزية بن عكنون- الجزائر ص17.
*** الاختبارات و المقاييس "المرجع السابق" ص "23-24".
(1)   مرجع سابق " سعد عبد الرحمان" ص 24-26.
(2)   – مقدم عبد الحفيظ مرجع سابق ص 124-125.
(1)   مقدم عبد الحفيظ مرع سابق ص 126-127.
(2)   - مقدم عبد الحفيظ مرع سابق ص 127-131.

1 commentaire:

  1. According to Stanford Medical, It is indeed the one and ONLY reason this country's women live 10 years longer and weigh on average 19 kilos less than we do.

    (And by the way, it really has NOTHING to do with genetics or some secret-exercise and really, EVERYTHING to related to "how" they are eating.)

    BTW, I said "HOW", not "WHAT"...

    Click on this link to find out if this short questionnaire can help you release your real weight loss possibilities

    RépondreSupprimer