mardi 10 avril 2012

الاختبار النفسي


1-  تعريف الاختبار.
2-  الحاجة إلى الاختيار.
3-  ما تقيسه الاختبارات.
4-  شروط الاختبار الجيد.
5-  تصنيف الاختبارات.
6-  مجلات استعمال الاختبارات.
7-  عيوب و مخاطر الاختبارات



1.   تعريف الاختبار النفسي:

يقول كرونباخ (1984) أنه لا يوجد هناك تعريف مقنع للاختبار و كلمة اختبار عادة ما توحي في الذهن أنه عبارة على سلسلة من الأسئلة المقننة التي تعرض على شخص معين ويطلب منه الإجابة عنها كتابة أو شفهيا، إلا أن هناك بعض الاختبارات التي لا تتطلب من المفحوص إجابة معينة وإنما تتطلب منه أداء حركيا أو مجموعة من الأداءات الحركية على آلة معينة. كاختبار قيادة السيارة في الشارع.

فاختبار القيادة لا يتضمن الأسئلة و كما أن تعليماته و توجيهاته تختلف باختلاف المفحوص و باختلاف الشوارع و حركة المرور، و في ما يلي نستعرض بعض التعاريف التي تنطبق على مختلف أنواع الاختبارات و الاستبيانات:

-       عرف اناستازي 1976 الاختبار النفسي بأنه مقياس موضوعي مقنن لعينة من السلوك، وكلمة سلوك هنا قد تعكس قدرة الفرد اللفظية أو الميكانيكية أو قد تعكس سمة من سماته الشخصية، كالانبساطية و الانطوائية، أو قد تعكس مجموعة من الاداءات الحركية على أعمال أو أجهزة معينة، كالكتابة على الآلة الراقنة لقياس مهارة الأصابع مثلا.
-       يعرف بين 1953 Bean الاختبار بأنه مجموعة من المثيرات أعدت لتقيس بطريقة كمية أو بطريقة كيفية العمليات العقلية و السمات أو الخصائص النفسية، وقد يكون المثير هنا أسئلة شفاهية أو أسئلة كتابية أو قد تكون سلسلة من الأعداد أو الأشكال الهندسية أو النغمات الموسيقية أو صورا أو رسوما، و هذه كلها مثيرات تأثر عن الفرد و ستثير استجاباته.
-       أما جون انيات 1974 Annette و يعرف الاختبار بأنه مهارة أو مجموعة من المهارات التي تقدم للفرد في شكل مقنن و التي تنتج درجة أو درجات وقيمة حول شيء تطلب من المفحوص لكي يحاول أداءه(1).

2.   الحاجة إلى الاختبارات:

تطبيق الاختبارات في مدارس أمريكا على نطاق واسع، ويبلغ عدد الأطفال الذين تطبق عليهم هذه الاختبارات حولي 25 مليون كل عام. و لا يكاد يوجد طفل في أمريكا إلا وقد اجري عليه واحد من هذه الاختبارات. و من هنا نجد أن القياس النفسي في الوقت الحاضر يلعب دورا كبيرا في المجهود الذي يبذله المربون، لكي يفهموا نفسية الأطفال و لكي يمكنوهم من فهم أنفسهم.


أهداف جديدة للتربية:
كان اهتمام المدارس في السنوات الماضية متجها في اغلب الأمر نحو تلقين الحقائق للأطفال و تنمية مهاراتهم المختلفة وكان الغرض من الاختبارات التي كانت تستخدم و معرفة ما إذا كان التلميذ قد حفظ هجاء كلمة معينة أو حفظ درس في التاريخ... ثم في أخر السنة يرسلون تقريرا سنويا لأولياء التلميذ و الأولياء يشعرون بالألم لإخفاق ابنهم و في غالب الأحيان لم يكن الأبوين و المدرسين يعرفون سبب الإخفاق و لكن في السنوات الأخيرة التي قضاها الباحثون في دراسة نمو الأطفال و حاجاتهم المختلفة في كل مرحلة من مراحل نموهم و أدت إلى أحداث تغيرات هامة في أهداف التربية، و أصبح علماؤها في الوقت الحاضر مقتنعين بأن الأطفال يختلفون في ميولهم و يتفاوتون في قدراتهم و يؤكد الدارسون بأنه لا بد من دراسة شخصية الطفل و العوامل التي شكلتها(1).

إشباع حاجات الأطفال:
وقد أدى الأخذ بهذه الأهداف إلى تحول اهتمام المدارس عن تلقين المعلومات لأطفالها إلى محاولة تعرف حاجات هؤلاء الأطفال و إشباعها، كما أدى الاهتمام المتزايد بتوجيه التلاميذ و إرشادهم إلى حث العلماء على وضع اختبارات جديدة أفضل من الاختبارات القديمة حتى نستطيع أن نعرف عن أطفالنا أكثر مما كنا نعرف من قبل و قد وضعت اختبارات لقياس كل الناحية من حياة الأطفال تقريبا و يمكن أن تكون لهذه الاختبارات قيمة عظيمة لو أحسنا استعمالها فعن طريقها نستطيع أن نعلم الكثير عن أطفالنا مثل التحصيل الدراسي، شخصية الطفل، الصحة الجسمية، القدرات الخاصة و نواحي الضعف، القدرة الدراسية(2).

3. ما تقيسه الاختبارات: كثيرا ما يتساءل الناس:

- هل لليلى من المواهب ما يجعلها تستفيد من دروس الموسيقى؟.
- هل لسليمان من الذكاء ما يجعله ينجح في الجامعة؟.
- و سمير، هل هو طفل عادي على الرغم من النوبات التي تنتابه؟.
- وزكي، هل تتفق قدراته في القراءة مع عمره؟.
- وسوسن، هل يجب أن نحولها إلى فصل التلميذات المتأخرات في دراستهن؟.
إننا نستخدم الاختبارات النفسية لكي نستطيع الإجابة على الأسئلة التي تتعلق بقدرات أطفالنا و سلوكهم و مهاراتهم الخاصة.
و تتكون الاختبارات النفسية من مجموعة من الأسئلة وضعت خصيصا لكي تقيس بعض المظاهر للسلوك الإنساني و هذه الأسئلة يجب أن تختار بعناية تفوق العناية التي نوليها معظم الاختبارات العادية.
- و في هذا الجدول الأتي فكرة موجزة عن الأنواع المختلفة من الأسئلة التي سنناقشها:


النواحي التي يستخدم فيها الاختبار
الغرض من الاختبار
الأنواع الشائعة من الاختبارات
- القدرات الخاصة
قياس قدرة الإنسان أو موهبته للقيام بنشاط معين.
- اختبار القدرة الموسيقية.
- اختبار القدرة الفنية.
- اختبار القدرة الميكانيكية.
- اختبار القدرة الكتابية
- الذكاء
قياس قدرات الإنسان على القيام بالعمل المدرسي أو الأكاديمي.
- اختبارات تقيس عاملا عاما.
- اختبارات تقيس عوامل متعددة.
- التكيف الشخصي و الاجتماعي.
قياس قدرة الإنسان على مواجهة مشكلات الحياة اليومية، و تحديد صفاته الشخصية.
- تسجيل النواحي
- المزاجية.
- اختبارات الميول.
- التقديرات.
- المشكلات الشخصية.
- قوائم المشكلات.
- التحصيل الدراسي.
قياس درجة الإنسان في تحصيل المواد الدراسية المختلفة.
- اختبارات المطالعة.
- اختبارات التاريخ.
-  الحساب.
-  الجغرافيا.
-  أخرى.











 
وين راتيتون الاختبارات النفسية ودلالاتها ، ترجمة : الدكتور عطية محمود هنا . مؤسسة فرنك لين للطباعة و النشر القاهرة نيويورك ص17-18.

اختبارات القدرات الخاصة:
لنعد الآن إلى السؤال الأول الذي طرحناه، إذا أردنا أن نقرر ما إذا كان من الضروري أن تدرس ليلى الموسيقى، فإن في استطاعتنا أن نجري عليها اختبار من اختبارات القدرة الموسيقية. ومن المحتمل أن تقيس هذا الاختبار دقة إدراكها لدرجة الأصوات،  ومدتها وذكرتها الخاصة بالنغمات أو قدرتها على التفرقة بين الألحان و إدراكها للأوزان الموسيقية فإذا تفوقت ليلى في هذا الاختبار فات من المرجح أن نقرر إعطاءها دروسا في الموسيقى.
و الاختبارات الجيدة للقدرات لا تبين لنا مستوى الشخص فحسب، إنما تشير كذلك إلى المستوى الذي يستطيع الوصول إليه، إذا ما أعطي فرصة إعداد نفسه و لهذا كانت اختبارات القدرات من الوسائل التي يقاس بها الاستعداد للقيام بعمل ما في المستقبل.

اختبارات الذكاء:
من الحقائق التي قل ما ندركها في دقة أو ذكاء قدرة خاصة، فهو القدرة على التعلم، و الواقع أن اختبارات الذكاء لم تخرج عن كونها اختبارات خاصة تساعدنا على الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالقدرة على التعلم.
و يوجد نوعان من اختبارات الذكاء:

1. اختبارات تعطينا درجة واحدة تدل على نسبة الذكاء.
2. اختبارات تقيس العوامل المختلفة التي يتكون منها الذكاء فتعطينا درجة لكل عامل من هذه العوامل. و نسبة الذكاء عبارة عن قيمة عددية تعبر في يسر كما نطلق عليه الذكاء، وهذه القيم العددية تعبر عن الذكاء في شيء من الوضوح و الدقة أكثر مما تفصح عنه عبارات مثل: (ذكي و متوسط الذكاء و متأخر في ذكائه) و لذلك نستخدم نسبة الذكاء عندما نتحدث عن ذكاء شخص ما. و المعروف أن اختبارات الذكاء تجمع بدرجة واحدة ما يحصل عليه الطفل من درجات في أسئلة المفردات و التفكير اللفظي و الأعداد و ملاحظة أوجه الشبه أو الاختلاف بين الأشكال الهندسية.أما النوع من الاختبارات "الذكاء" هي التي تقيس العوامل المتعددة المكونة للذكاء فإنها موضوعية على أساس النظرية التي تذهب(1).

إنّ الذكاء ليس صفة عقلية واحدة ولكنه يتكون من عدة قدرات متباينة. و هذان النوعان من الاختبارات يتطلبان من المختبر أن يبرهن على قدرته على التفكير المنطقي، و من دراسة الدرجات التي يحصل عليها التلميذ نستطيع أن نحدد بقدر كبير من الدقة ما إذا كان باستطاعته أن ينجح في دراسته أم لا. و من الواضح أن النجاح في الاختبارات لا *** نجاحا في الدراسة إذ أن بعض من الطلبة ألشديدي الذكاء قد أخفقوا في دراستهم الجامعية إخفاقا تاما وربما كان هذا راجعا إلى عدم ميلهم للدراسة التي تابعوها أو إلى أن الدافع للنجاح كان أمرا يعوزهم و على العكس من هذا نجح في الدراسة الجامعية طلاب كانوا متوسطين أو اقل من المتوسط في ذكائهم و ذلك بسبب قوة الدافع للنجاح عندهم.

اختبارات الصفات الشخصية و الاجتماعية:
يمكن أن ننطلق من السؤال الذي طرحناه في البداية وهو: هل نعتبر سمير من الأسوياء إذا وجدنا أن النوبات العصبية تنتابه في الكثير من الأحيان؟ هذا السؤال ليس من الإجابة عنه على الرغم من وضعنا الاختبارات التي تساعدنا على الإجابة عن هذه الأسئلة و ذلك لأن بعض هذه الصعوبة يرجع إلى تحديد الألفاظ و قد وجد علماء النفس أنه لا يمكن تحديد الشخصية السوية بطريقة محسوسة، فالسلوك الذي يؤدي بأصحابه إلى مستشفيات الأمراض العقلية ليس في الواقع إلا حالات متطرفة من الحالات السوية مثل: الخوف، الابتئاس.
و عندما نتساءل هل سمير طفل سوي؟، فإننا في الواقع نتساءل عن شخصيته. و من المحتمل إلا يوجد اختبار واحد يقيس جميع مظاهر الشخصية و لكن إذا نحن أعطينا سمير اختبارا أو أكثر مما يكشف لنا عن نواحي الشخصية. فإننا نسأله في المواقف المختلفة عما إذا كان يفضل أن يكون في وسط مجموعة من الناس أو ينفرد بنفسه فإذا كانت الدرجات المحصل عليها قريبة من الدرجات التي يحصل عليها الشخص المتوسط فإننا نقول بأن سمير شخص "سوي" أما إذا اختلفت درجاته اختلافا كبيرا فإننا قد نطبق عليه عدد كبيرا من الاختبارات .

اختبارات التحصيل الدراسي:
اختبارات التحصيل الدراسي هي الأكثر استخداما في المدارس فهي اختبارات تبين مدى معرفة التلميذ للقراءة و الكتابة و الحساب و كذلك مدى معرفته للعلوم الاجتماعية و الطبيعية، فإذا أراد المدرس أن يعرف ما إذا كان " زكي" يقرأ بالجودة التي تتفق مع سنه فإنه يجد أن هناك اختبارات معدة لذلك و هي اختبارات القراءة التحصيلية، و مثل هذه الاختبارات تقيس محصوله من المفردات و سرعته في القراءة.
و قد يتضمن الاختبار بعض القصص القصيرة أو الفقرات التي تتبعها أسئلة التي تبين ما إذا كان "زكي" يفهم ما يقرأ، و تبين ما إذا كانت درجة فهمه قد وصلت إلى المستوى المرتجى. و توضح اختبارات التحصيل للمدارس ما حصله التلميذ من حقائق و ما اكتسبه من مهارات و ما وصل إليه من فهم و إدراك(1).

4. شروط الاختبار الجيد:
يذكر بلام وخايلر 1968Blumand nyier ثلاث شروط للاختبار الجيد و هي:
1.   أن يكون الاختبار متقنا: و هذا يعني أنه حتى و أن استخدم الاختبار من طرف أفراد مختلفين  فإنهم يحصلون على نتائج مماثلة و يتطلب هذا بالطبع توحيد إجراءات تطبيق الاختبار و تصحيحه .
2.   أن تكون عينة السلوك واسعة بدرجة كافية و ممثلة بدرجة كافية للسلوك الذي نريد قياسه حتى تمكننا من النتائج التي تتحصل عليها من التعميم و التنبؤ.
3.   أن يكون للاختبار درجة معتبرة من الصدق و الثبات و أن تكون له معايير خاصة. فالصدق يعني أن الاختبار يقيس ما افترض أن يقيسه و هناك طرق كثير لتحديد الصدق. أم الثبات فيعني استقرار الدرجات التي يحصل عليها نفس الأفراد في عدد مرات الإجراء بنفس الصورة أو بصورة مكافئة من نفس الاختبار. وهناك عدة طرق لحساب ثبات الاختبار(2).

5.  تصنيف الاختبارات النفسية: 

1. اختبارات فردية: و هي الاختبارات التي تستخدم بصورة فردية حيث يتم تطبيقها عادة في مقابلة شخصية بين الفاحص و المفحوص و نحتاج بطبيعة الحال إلى تعليمات من نوع خاص إلى توضيح دائم إلى هذه التعليمات و قد يتطلب هذا النوع من الاختبارات إلى ملاحظة الفاحص لأداء المفحوص في بعض المواقف و القيام بتسجيل هذه الملاحظات و تقييم هذا الأداء و من أمثلة الاختبارات الفردية اختبار بينية في قياس الذكاء.

2. اختبارات جماعية: وهي الاختبارات التي يمكن تطبيقها على مجموعة من الأفراد دفعة واحد دون الحاجة إلى جلسة خاصة في مقابلة شخصية، وعلى ذلك فإن من المتوقع أن تكون تعليمات هذا النوع من الاختبارات بسيطة وواضحة كما أن أداء الأفراد ليس من الداعي ملاحظته أو تقييمه أثناء تأدية الاختبارات الجماعية، اختبارات التحصيل المدرسي، اختبارات الذكاء العالي.

3. اختبارات الأداءPerformance : و هي الاختبارات التي تتطلب القيام بعمل ما أو أداء محدد لحل مشكلة معينة، وذلك مثل: اختبارات القدرة الميكانيكية و معالجة الأشكال الهندسية، اختبارات بناء المكعبات، أو اختبارات القدرة الموسيقية، أو الإزاحة،...

4. اختبارات الورقة و القلم paper and pencil: و هي الاختبارات التي لا يستدعي تنفيذها القيام بعمل يدوي و لكن تحتاج لتسجيل الاستجابات في صحيفة الإجابة أو الاختبار باستعمال القلم بمعنى الإشارة إلى الإجابة أو كتابة الإجابة الصحيحة.

5. الاختبارات اللفظية verbal: و هي الاختبارات التي تعتمد على استخدام الرمز اللفظي سواء كان الحرف (اللغة) أو الرقم (الرياضيات).

6. الاختبارات غير اللفظية now verbal: و هي الاختبارات التي تعتمد في تكوينها على الصور و الأشكال و تستخدم خاصة في حالات غير القادرين على القراءة و من أمثلة هذه الاختبارات تلك التي تعتمد على الأشكال الهندسية أو لصور الناقصة أو الصور المختلفة وغير ذلك.

7. اختبارات السرعة speed tests : و هي الاختبارات التي يكون المطلوب فيها معرفة أكبر عدد ممكن من الإجابات الصحيحة في زمن معين.

8. اختبارات القدرة power tests: و هي الاختبارات التي تهتم بقياس القدرة بغض النظر عن الزمن(2)

v  و هناك من يصنف الاختبارات النفسية حسب:1. الوظيفة أو ما تقيسه، 2. شروط الإجراء، 3. كيفية الأداء، 4. مادة الاختبار.
1.   التصنيف على أساس الوظيفة:
و يمكن أن نصنف الاختبارات النفسية حسب وظيفتها إلى الأنواع التالية:
أ/ اختبارات التحصيل: و هي تقيس مدى أداء الفرد أو مدى تحصيله في موضوع ما.
ب/ اختبارات الذكاء:و هي تقيس القدرة العقلية العامة التي تنعكس في سرعة الفهم، القدرة على التعلم، الكفاءة العامة، سرعة إدراك المواقف و المشاكل، القدرة على التكيف...
جـ/ اختبارات القدرات الخاصة: وهي تتنبأ لمدى قدرة الفرد على التعلم أو التدريب على مهنة معينة، كالقدرة الميكانيكية و الموسيقية و الحسابية...
هـ/ اختبارات الميول: و هي تقيس اهتمامات الأفراد و ميولهم نحو أنشطة أو مهنة معينة.
و/ اختبارات الاتجاهات و القيم: يقيس هذا النوع من الاختبارات طبيعة وأبعاد الاتجاهات و المعتقدات التي يتمسك بها الأفراد إزاء أفراد آخرين أو إزاء مختلف قضايا المجتمع و أنشطته.
   ي/ اختبارات الشخصية: وهي تقيس الجوانب الانفعالية من السلوك كمقياس التوافق الانفعالي و التي تعرف بقوائم الشخصية و مقاييس السمات كالخضوع و السيطرة و الانطواء و الانبساط....

2.   التصنيف حسب شروط الإجراء:
و نجد فيها نوعين من الاختبارات:
أ‌.         الاختبارات الفردية: و هي الاختبارات التي تطبق على مفحوص في مرة واحدة بمعنى موقف القياس يكون فرديا (الفاحص و المفحوص) و يتطلب هذا النوع من أخصائيين مدربين ذوي مهارات كبيرة في تطبيقها.
ب‌.    الاختبارات الجمعية: و هي الاختبارات التي تطبق على عدد من الأفراد في وقت واحد و لهذه الاختبارات فائدة كبيرة في ميادين التربية، الجيش، الصناعة....(1).

3.   تصنيف الاختبارات حسب طبيعة مادتها:
إنّ الاختبارات النفسية التي تعتمد على اللغة يصعب تطبيقها في كل المجتمعات و ذلك لتأثرها بالثقافة، حيث أن الاختبار الذي وضع في محيط اجتماعي ما لا يصلح للتطبيق في محيط أخر، و للتخلص من هذه المشكلة وضع الباحثون بعض الاختبارات اعتبرت متحررة من الثقافة إلى حد كبير و من ذلك اختبار "بيتا" الذي وضع أثناء الحرب العالمية الأولى بهدف تطبيقه على الجنود الذين ينتمون إلى ثقافات أخرى.

4.   كيفية الأداء:
المقصود بكيفية لأداء هو التنوع في النشاط الذي يصدر عن المفحوص أثناء الإجابة على مختلف فقرات الاختبار إذ نميز بين اختبارات الورقة و القلم و الاختبارات العلمية، ففي النوع الأول يفكر المفحوص في المشكلات التي تفرض عليه تفكيرا ضمنيا ثم تسجيل نتائج تفكيره أو النوع الثاني فيقوم المفحوص بمعالجة المواد التي يتألف منها الاختبار معالجة صريحة كبناء المكعبات و تفكيك الأجهزة أو وضع البراغي في ثقوب صغيرة أو الرقن على الآلة الراقنة إلى غير ذلك(2).

6- مجالات استعمال الاختبارات:

1. في التربية و التعليم:
تعتبر المؤسسات التربوية و التعليمية (المدارس و مراكز التكوين المهني) من أكثر المؤسسات استعمالا للاختبارات النفسية و التربوية. فهي تستعمل الاختبارات للأغراض التالية:
أ. الكشف عن المتخلفين في الدراسة و معرفة أسباب هذا التخلف بمعرفة جوانب حياته النفسية.
ب. تستعمل الاختبارات لاختيار الطلبة الجدد أو اختيار المواد الدراسية التي تناسب أعمارا معينة.
جـ. تستعمل الاختبارات في توجيه التلاميذ أو المتكونين إلى الدراسات أو المهن التي تتناسب وقدراتهم و استعداداتهم.
د. الإرشاد التربوي و يعني إرشاد الطلبة و التلاميذ الذين يجدون مشاكل في دراستهم و الذين يتعرضون لبعض الأزمات. فاستعمال الاختبارات يمكننا من معرفة بعض الأعراض المرضية أو الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمات.
هـ. برامج الاختبار تستعمل الاختبارات أيضا في تقويم تحصيل التلاميذ و مدى فعالية برامج التعليم و مناهجه.
و. تصنيف التلاميذ: تساعد الاختبارات في تصنيف التلاميذ حسب قدراتهم إلى أقسام أو مستويات بحيث يكون كل قسم أو مستوى متجانس من حيث القدرات و الاستعدادات الشيء الذي يساعد المؤسسة التعليمية على أداء مهمتها بنجاح.

2. في الصناعة و الإدارة:
 أ. الاختبار المهني: وهذا للكشف عن الأفراد الذين تتلاءم قدراتهم مع متطلبات العمل و توظيفهم في حين يستبعد الأفراد الذين لا تتماشى متطلباتهم مع قدرات العمل. كما تستعمل في تصنيف أو تعيين الأفراد على الأعمال المختلفة أو في الترقية إلى المراكز العليا(1).
ب. التقويم: تستخدم الاختبارات النفسية في تقويم أداء العمال و مدى فعالية طرق العمل و نظم الإشراف.
جـ. التدريب أو التكوين المهني: تستعمل الاختبارات في الكشف عن الأفراد الصالحين للتدريب أو اللذين لهم استعدادات كاملة للتدريب لتحسي مهاراتهم و زيادة الفعالية كما تستعمل في تقويم برامج التدريب و طرقه و القائمين به.
د. التوجيه المهني: ساعد الاختبارات الأفراد على اطلاعهم على قدراتهم و استعداداتهم كما تساعدهم على الاطلاع على المهن التي تناسب قدراتهم حتى يتم اختيار المهنة المناسبة لهم.
هـ. الحوادث: تستعمل الاختبارات في الكشف عن الأفراد الذين يتعرضون للحوادث أكثر من غيرهم فيتم استبعادهم من الأعمال لخطيرة.

3. في الجيش:
لقد عرفنا أن حركة القياس النفسي شهدت تطورا كبيرا بعد الحربين العالميتين. وقد استعملت الدول خلال الحربين الاختبارات النفسية لاختيار الجنود الصالحين و تصنيفهم على مختلف المهام حسب قدراتهم.

4. في علم النفس العيادي:
تستخدم الاختبارات في المجال العيادي في تشخيص الأمراض و تصنيفها و علاجها و بناء على نتائج الاختبارات تختار طرق العلاج الأكثر مغالية، و ق جاء في كتاب "دليل المقاييس المتدرجة في الطب النفسي (1981)" الوظائف التالية للمقاييس في الطب النفسي:

أ. التنبؤ بمدى فعالية المخدر (الدواء) على بعض الأنواع الخاصة لمرض الفصام.
ب. تحديد أنواع الكآبة و الفصام.
جـ. بحث المشاكل المتعلقة بمعنى التشخيص و عملياته.
د. تقويم اثر العلاج النفسي.
هـ. توفير قاعدة للتنظيم الآلي لسجلات المستشفى.
و. ربط المؤشرات البيولوجية بالوظيفة السلوكية عند المكتئبين.
ي. اكتشاف تأثير الثقافة في تشكيل الذهان.

و خلاصة القول أن مقاييس الاختبارات النفسية تستخدم في عدة مجالات و الأغراض الوصف التنبؤ و التشخيص و العلاج.

7. عيوب و مخاطر الاختبارات(1):

بالرغم من الفوائد المتعددة التي تقدمها الاختبارات في عدة مجالات، فإن لها بعض العيوب والمخاطر و هذا سواء في محدودية قدرتها على التشخيص و التنبؤ أو في إساءة استعمالها، ونظرا لكون الاختبارات النفسية أدوات لقياس عدد من الصفات الذهنية و الشخصية تتميز بحساسية خاصة لدى الفرد فإنها يمكن أن تسيء إلى نفسية الفرد إذا السيئ استعماله و تفسيرها أو كشف نتائجها دون موافقة المعني بالآمر نظرا لهذه أصدرت الجمعية الأمريكية لعلم النفس ميثاقا يتضمن المعايير الأخلاقية لعلماء النفس. و يتكون من عدد من المبادئ الأخلاقية التي تلزم المطبقين للاختبارات النفسية و الباحثين في مجالات علم النفس، ويتكون من عدد من المبادئ الأخلاقية التي تلزم المطبقين للاختبارات النفسية و الباحثين في مجالات علم النفس مراعاتها و سنتعرض فيما يلي بعض الانتقادات التي وجهت إلى الاختبارات النفسية و بعض المبادئ الأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها في استعمال الاختبارات:

1.   قد تستعمل الاختبارات لكشف أسرار الفرد. فالمختص في علم النفس قد يطبق بعض الاختبارات النفسية على بعض الأفراد دون علمهم أو موافقتهم وهذا بغرض الحصول على بعض المعلومات حول شخصيتهم و قدراتهم الذهنية وقد يسعى إلى كشفها أو نشرها مما يشكل خرقا صارخا لكرامة الفرد و حرمته و هذا ما يؤدي بدوره إلى عدة عواقب نفسية و اجتماعية.

2.   أن الاختبارات تسبب القلق و تعرقل التعلم: أنه بالرغم من أن القلق الحفيف يسهل عملية التعليم إلا أنه بالنسبة لبعض الأفراد يكون معرقل خاصة حينما يتطلب منهم أداء بعض المهام تحت شروط معينة أو حينما يشعرون بأن الاختبار يقيس بعض الجوانب الحساسة من شخصيتهم فالشخص المتوتر القلق أثناء أداء الاختبار يرتبك في إجابته ومن هنا فإن نتائج الاختبار لا تعكس في الواقع الصفة المراد قياسها و عليه فإن تفسير النتائج كما هي يعتبر غير صحيح.

3.   يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أنه مهما كانت فائدة الاختبارات مقارنة بالطرق الأخرى فإنها ليست صادقة تماما فهنالك دوما جانب للخطأ في التشخيص أو في التنبؤ بالنجاح و عادة ما يتم توظيف أفراد غير مؤهلين عن طريق الاختبارات و العكس صحيح حيث يتم رفض أفراد مؤهلين بناء على نتائج الاختبارات.

و عليه يستحسن دوما الاعتماد على أكثر من اختبار لضمان مصداقية النتائج.
 من بين الانتقادات التي توجه إلى الاختبارات النفسية هي إنها تمييز **** الأقليات في أمريكا مثلا نجد أن السود ز الهنود يكونوا عادة سطحية في مستوى اقتصادي و اجتماعي ضعيف و كما أن مستواه اللغوي و التعليمي ضعيف و عليه فإن نتائجها على الاختبارات النفسية التي تتطلب مستوى معينا من اللغة يكون أيضا ضعيف.
    و في ما يلي بعض المبادئ الأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها مستعمليها الاختبارات النفسية:

1. يجب على المطبقين و المستعملين  النفسية أن يكونوا واعين بمبادئ القياس النفسي و بالصدق و بمحدودية تفسير الاختبار. يجب أن يتجنبوا كل تمييز في عملهم.

2. أمن الاختبارات تعتبر الاختبارات أدوات مهنية للمتخصصين في علم النفس، وعليه يجب أن تكون محصورة فقط على أولئك الذين يمتلكون الكفاءة اللازمة لاستعمالها ويجب إلا تنشر أسئلتها على الصحف و المجلات.

3. تفسير الاختبار: يجب أن يقوم بتفسير نتائج الاختبار المتخصصون المؤهلون لذلك و يجب أن تفسر النتائج للمفحوصين أو أوليائهم بطريقة تضمن إساءة استعمالها أو إساءة تأويله.

4. نشر الاختبار: يجب أن ينشر الاختبارات التقنية مصحوبة بالدليل التقني الذي يشرح هدفها و كيفية استعمالها و درجة صدقها و ثباتها.




خاتمة 


و في الختام، بحثنا هذا نود تقديم بعض ما يجب تذكره من النقط المتعلقة بالاختبارات:
vاستخدام الاختبارات في الوصول إلى قراراتك و لكن لا تتوقع أبدا أن تقدم إليك الاختبارات هذه القرارات.

vلا تفرض أن جميع الاختبارات "جيدة" لأنها مطبوعة و منشورة تذكر المستويات التي يجب أن تكون عليها الاختبارات الجيدة.

vلا تقصد اعتمادك على ما تقدمه الاختبارات من معلومات فنتائج الاختبارات يجب أن تفسر في ضوء جميع المعلومات التي لديك على الطفل.

vلا تتوقع أن تقيس الاختبارات جميع صفات الطفل فبعض صفاته مثل: الإبداع و المثابرة و الأمانة و المثالية يكاد يستحيل قياسها.

و في الأخير نتمنى أن نكون قد وفقنا ولو بقدر قليل في الإلمام بجميع جوانب الموضوع..
شكرا.



(1) – الدكتور مقدم عبد الحفيظ: الإحصاء و القياس النفسي و التربوي – ديوان المطبوعات الجامعية- بن عكنون الجزائر – ط2 – 2003، ص21-22.
(1) -  وين راتيتون الاختبارات النفسية ودلالاتها ، ترجمة : الدكتور عطية محمود هنا . مؤسسة فرنك لين للطباعة و النشر القاهرة نيويورك ص12 (بتصرف).
(2) – المرجع السابق نفسه، ص 13-14. (بتصرف)
(1) – المرجع السابق نفسه ص 20-21 ( بتصرف).
2- المرجع السابق نفسه ص 24-25 ( بالتصرف).
(1) – وين راتيتون الاختبارات النفسية ودلالاتها ، ترجمة : الدكتور عطية محمود هنا . مؤسسة فرنك لين للطباعة و النشر القاهرة نيويورك ص27.(بتصرف).
(2) – دكتور مقدم عبد الحفيظ الإحصاء و القياس النفسي و التربوي ص22-23.
(1)   د/ سعيد عبد الرحمان القياس النفسي ص160.
2-  د/ سعيد عبد الرحمان القياس النفسي ص161
(1) – د. مقدم عبد الحفيظ. الإحصاء و القياس النفسي و التربوي ص23-24.
(2) - د. مقدم عبد الحفيظ. الإحصاء و القياس النفسي و التربوي ص24.
(1) - د. مقدم عبد الحفيظ. الإحصاء و القياس النفسي و التربوي ص25-26.
2. المرجع السابق نفسه.
(1) – د. مقدم عبد الحفيظ: الإحصاء و القياس النفسي.ص.27.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire