نشوء فكرة الصدمة
النفسية
المواجهة مع تهديد الحياة هي ما أصطلح
على تسميته العصاب الصدمي أو المرضي Névrose traumatique " ولعل أقدم قصة حول هذا العصاب هي قصة
المحارب الأثيني الذي ذكره هيرودوتس الذي أصيب بالعمى نتيجة لمجابهته المفاجئة لعدو
ضخم الجثة يحس أن موته بات وشيكا.
و لعل ابن سينا هو أول من درس العصاب الصدمي بطريقة علمية
تجريبية فقد قام بربط حمل و ذئب في غرفة واحدة دون أن يستطيع أحد ما مطاولة الآخر،
فكانت النتيجة هزال الحمل و ضموره و من ثمة موته؟ و ذاك بالرغم من إعطائه نفس كميات
الغذاء التي كان يستهلكها حمل يعيش في ظروف طبيعية، و بهذا سجل ابن
سينا و أرسى مبدأ أثر العصاب الصدمي الذي يمكنه أن يؤدي إلى الموت خوفا: فكانت
محاولة لمعرفة الإجابة عن آثار الصدمة النفسية مع الحيوان و من ثم على
الإنسان.
إلا أن تسمية وضعية الشعور بتهديد الحياة (اقتراب الموت)
باسم العصاب الصدمي ندين بها للعالم Oppenheim عام 1889 ليوضح ما أصاب عمال القطارات من رعب و آثار نفسية
بعد حادثة من حوادث القطارات.
-و لقد آثار هذا الطرح معارضة العالم CHarcot الذي لم يرى في هذه الآثار سوى خاص من أنواع الهستيريا أو
ربما نوع من أنواع الهستيريا النور أستانيا.
و في تيار CHarcot اهتم كل من Jannet وfreud
بدراسة الدور الإمراضي الذي تسببه الصدمات النفسية و الذكريات المنسية ذات الطابع
الصدمي في الوعي و بهذا توصل كلاهما للاوعي الذي يحفظ و يسجل المنسيات و المكبوتات
الصدمية كما توصل كلاهما إلى مبدأ التطهير‘ ""Catharsie و يعني العمل على إخراج الصدمة أو الصدمات من اللأوعي و
تذكير الوعي بهاحتى يتخلص المرء عن أثرها الصدمي و بالتالي يستعيد توازنه. ولغاية
نشوب الحرب العالمية الأولى كان العصاب الصدمي مدروسا لدى أشخاص معنيين لمجموعة
خاصة، فلما جاءت الحرب لتهديد أعداد كبيرة من الناس و لتشكل بهذا عصابا صدميا
جماعيا فأصطلح لفظ عصاب الحرب و ما بين الحرب العالمية الثانية تغير ليصبح الصدمي
الفوبي. "
Traumatophobie."
(La douceur, marchand boisvert ; 1999 ;p148)
و اتسعت حقول دراسته بعد الحرب العالمية الثانية و ركزت في
ميدان طب الامراض العقلية العسكري الذي عرف بصدمات القذائف (القطع) Shell shoche.
وخصصت الدراسات في المتابعة لأثار البسيكولوجية للصدمة
عند المخذحاربين في سنة 1970.
و في 1974 العالمان Hohnstrom و Bugess
نشرا مقالا حول " تناذر الصدمة"
Rape trauma syndrome موضحين الآثار النفسية و
السوماتية عند التعرض لصدمة ما.
وحدد لفظ لأول مرة في DSMIV و في 1980 أدخل
اسم جديد هو اضطرابات الشدة النفسية عقب التعرض للصدمة (Posit traumatic stress
diserders)
في التصنيف الأمريكي إختصار P.T.S.D و جعل لها فصلا خاصا في باب " مجموعة اضطرابات
القلق".
الحل يعني كيفية الخروج او التعافي من هذه الصدمة؟
RépondreSupprimer